الواجب التاسع : افتح أقفال قلبك
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أحبتي في الله ..
أسأل الله تعالى أن تكونوا على خير حال ، وأن يرزقنا الله وإياكم الصدق والإخلاص في القول والعمل ، اللهم بلغنا رمضان ، وارزقنا فيه حسن العمل الصالح الذي يرضيك عنا يا رحمن .
إخوتاه ...
ما أخبار الهمة ؟؟ وكيف كان الذكر بالأمس على ألسنتكم ؟؟
اشحن بطاريتك ، لا تفتر ، لا تغفل ، الطريق ما زال أمامنا طويلا ، نريد أن نحسن الاستعداد ، وعلى قدر الاستعداد يكون الإمداد من الله سبحانه وتعالى .
ولا زلنا نعمل على تطهير هذه القلوب ، وتليينها ، وإزالة رواسب الذنوب منها .
واليوم يا من تشكو قسوة قلبك ، ويا من تقول : أشعر أن قلبي مغلق ، تعال اليوم نفتح أقفاله .
شعار اليوم :افتح أقفال قلبك
قال تعالى : {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} .
الواجب العملي :
(1) قراءة ضعف الورد المعتاد من القرآن ، من يقرأ ربعا يقرأ ربعين ، من يقرأ حزبًا ، يقرأ جزءا ، من يقرأ جزءا يقرأ جزئين وهكذا ، مع استخراج خمس آيات توقفت عندها وأنت تقرأ .
فاستشفِ اليوم بالقرآن ، ولا تنس بعض النوايا حال القراءة :
********
عشر نوايا عند القراءة للقرآن
الحمد لله وكفى ، وصلاة وسلام على عبده المصطفى ، وآله وصحبه ومن اقتفى ، وسلم تسليمًا كثيرًا
أما بعد
فهذه عشر نوايا في قراءة القرآن ، لا تنسوها ، استحضروها عند قراءتكم للقرآن ليكون شفاء لما في الصدور
(1) محبة الله تعالى :
قال صلى الله عليه وسلم :: " من سرَّه أنْ يحبَّ الله ورسوله فليقرأ في المصحف " [ رواه أبو نعيم في الحلية وحسنه الألباني ]
(2) معية الله الخاصة :
قال صلى الله عليه وسلم : " أهل القرآن هم أهل الله وخاصته " [ رواه النسائي وصححه الألباني ]
(3) الخيرية :
قال صلى الله عليه وسلم : " خيركم من تعلم القرآن وعلَّمه " [ رواه البخاري ]
(4) الرفعة والعز :
قال صلى الله عليه وسلم : " إنَّ الله تعالى يرفع بهذا الكلام أقوامًا ويضع به آخرين " [ رواه مسلم ]
(5) صلة المقطوع :
قال صلى الله عليه وسلم : " أبشروا فإنَّ هذا القرآن طرفه بيد الله ، و طرفه بأيديكم فتمسكوا به فإنكم لن تهلكوا و لن تضلوا بعده أبدا " [أخرجه الطبراني وصححه الألباني ]
(6) ناهيك عن قناطير من الحسنات :
قال صلى الله عليه وسلم : " اقرءوا القرآن فإنكم تؤجرون عليه ، أما إنَّي لا أقول : } الم { حرف ، ولكن ألف عشر ، ولام عشر ، وميم عشر ، فتلك ثلاثون " [ رواه السجزي في الإبانة وصححه الألباني ]
(7) الإكرام السابغ يوم القيامة :
قال صلى الله عليه وسلم : " يجيء القرآن يوم القيامة فيقول : يا رب حلِّه ، فيلبس تاج الكرامة ثم يقول : يا رب زده فيلبس حلة الكرامة ، ثم يقول : يا رب ارض عنه فيرضى عنه فيقول : اقرأ و ارق و يزاد بكل آية حسنة " [ أخرجه الترمذي والحاكم وحسنه الألباني ]
(
الشفاعة ، يا من لا تجد وليًا ولا شفيعًا :
قال صلى الله عليه وسلم : " القرآن شافع مشفع ، وماحل مُصدَّق من جعله أمامه قاده إلى الجنة ، و من جعله خلفه ساقه إلى النار " [ أخرجه ابن حبان وصححه الألباني]
أي من شهد عليه القرآن بالتقصير والتضييع فهو في النار ، ويقال لا تجعل القرآن ماحلاً أي شاهداً عليه .
وقال صلى الله عليه وسلم :: " اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه اقرءوا الزهراوين : البقرة و آل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف يحاجان عن أصحابهما اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة و تركها حسرة و لا تستطيعها البطلة " [ رواه مسلم ]
وقال صلى الله عليه وسلم : " سورة من القرآن ما هي إلا ثلاثون آية خاصمت عن صاحبها حتى أدخلته الجنة و هي تبارك " [ أخرجه الطبراني في الأوسط وحسنه الألباني ]
(9) الوقاية من عذاب النار :
قال صلى الله عليه وسلم : " لو كان القرآن في إهاب ما أكلته النار " [ أخرجه الطبراني وحسنه الألباني برقم (5282) في صحيح الجامع ]
(10) مع السفرة الكرام البررة:
قال صلى الله عليه وسلم : " الذي يقرأ القرآن و هو ماهر به مع السفرة الكرام البررة و الذي يقرؤه و هو عليه شاق له أجران " [ أخرجه الترمذي وأحمد وصححه الألباني ]
والله أسأل أن ينفعنا بها في الدارين إنه ولي ذلك والقادر عليه .
--------------------------------------------------------------------------------
الواجب العاشر: وقفة حياء
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أحبتي في الله ..
اليوم نحتاج لوقفة ( حياء ) مع الله تعالى ، نستحي فيها منه ، نستحي من حيائه سبحانه .
هل تعرفون أن الله يستحي من رد دعائكم ؟
قال صلى الله عليه وسلم : " ان الله حيي كريم ، يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين " [رواه الإمام أحمد وصححه الألباني ]
نريد أن ندعو ربنا اليوم ونحن في منتهى الخجل من تقصيرنا وتفريطنا .
نريد أن نستغفر من ذنوب ، ومن آفات حياء من الله تعالى قال أبو عقبة الجراح بن عبد الله : تركت الذنوب حياء اربعين سنة ، ثم أدركني الورع .
نريد أن نرفع إيماننا ونزيد رصيدنا فالحياء شعبة من شعب الإيمان .
نريد أن نتخلق بخلق الإسلام ألا وهو الحياء ، وأعظمه لا شك الحياء من الله .
شعارنا لهذا اليوم : وقفة حياء
واجبنا العملي :
(1) عاهد الله على ترك ذنب من قائمة الذنوب العشرة التي أعددتها ، واتركه حياء من وقوفك بين يدي الله ، ليحاسبك عليه ، فتخجل وتتحسر ، وتتألم ندما وحياء من فعل هذه الذنوب . ( جدد توبتك من هذا ) وأقسم على نفسك : والله لأتركن هذا إلى الممات ، ولا ألقى ربي به فيعاتبني ، فأعذب بالعتاب والحساب .
(2) دعاء طويل كثير اليوم ، وليته في ساعات الإجابة ، دعاء بنية الاستحياء من حياء الله تعالى الذي لا يرد سائله ، ونحن نعصاه ونخالف أمره .
(3) لا تنسى : ( اللهم بلغنا رمضان ) . لا تفتر عن الدعاء بها.
(4) مضى عشر الطريق: فراجع ما فاتك من واجبات واستدركه.
الله اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
------------------------------------------------------------------------------
واجب اليوم الحادي عشر: الصدقة = الصدق
الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على النبي المصطفى وآله وصحبه ومن اقتفى .
أما بعد ... إخوتي الكرام ...
إني أحبكم في الله ، لا أعرف لماذا كتبتها ؟ لعلي شعرت بها اليوم وأنتم على قدر المسئولية ، وما شاء الله لا قوة إلا بالله ، فالمشروع يزداد انتشارا ، وهذا من فضل ربي ليبلوني أ أشكر أم أكفر ، فهيا أحبتي ، الطريق مازالت فيه خطوات كثيرة ، ونحن على الدرب نمضي ، ونتجاوز كل عقبة ، يدي في أيديكم ، معا على طريق الجنة ( إلى رمضان نحن عباد للرحمن ) .
أولاً : هل وقفتم مع أنفسكم واستحييتم من ربكم ؟ ماذا فعل الحياء فيكم ؟ هل اتخذتم قرار بترك الذنب حياء ؟ كتبتم هذا الذنب وألححتم على أنفسكم أن - والله - سنتركه ؟ لله وحياء من الله .
ثانيًا : هل تحسستم قلوبكم ؟ هل دمعت عيونكم ؟ هل تغير فيكم شيء ولو قليل . اللهم طهر قلوبنا ، ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا .
ثالثًا : اليوم نريد تأهيلا جديدا ، بأعظم أسباب الهداية لطريق الله تعالى ( الصدق ) فالصدق يهدي إلى البر ، والبر يهدي إلى الجنة .
ولا تعجب أن تجد كلمة ( الصدق) و ( الصدقة ) من مادة واحدة ( ص . د . ق ) فدلل على إيمانك وعلى رغبتك الحقيقية بالقرب من ربك ( بصدقة يومية ) من اليوم ، فالصدقة برهان ( الإيمان الصادق ) .
إذا كنت تشتكي فقرًا فالصدقة من أسباب الغنى ، وإذا كنت تخشى أن تلقى الله بذنوب ضخمة فالصدقة من أعظم المكفرات ، وإذا كنت تخشى من غضب الله تعالى ومقته فالصدقة تطفئ غضب الرب .
شعارنا اليوم : الصدقة = الصدق
والواجب العملي :
(1) لابد أن تخرج صدقة يومية لما في الصحيحين من قول النبي صلى الله عليه وسلم : " ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما : اللهم أعط منفقا خلفا ، و يقول الآخر : اللهم أعط ممسكا تلفا "
فلابد كل يوم من صدقة ولو بأقل القليل ، ستأتي الآن بصدقة أسبوع كامل ، وتقسمها في سبعة أظرف ، وتكتب عليه اليوم ، وكلما خرجت تأخذ الظرف لتنفقه وتتصدق به ، وكرر ذلك كل أسبوع .
صفقة رابحة مع الله
( 2 ) من اليوم نبدأ أعمال دورية بمعنى أنها سنثبتها كل يوم ، * كالاستغفار 100 مرة لفعله صلى الله عليه وسلم .
قال صلى الله عليه وسلم : " إنه ليغان على قلبي ، وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة " [ رواه مسلم ]
* والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم . ( كثيرا)
* وقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير . (100 مرة ) .
هيا يا رفاق الدرب ، إلى رمضان بقلوب نقية ، وأنفس مطمئنة ، إن شاء الله سيكون أحلى رمضان في حياتنا .