المهندس محمد
عدد المساهمات : 175 تاريخ التسجيل : 16/01/2010
| موضوع: اليوالسادس والثلاثون : الإيثار الجمعة أبريل 23, 2010 3:03 pm | |
| اليوالسادس والثلاثون : الإيثار
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرًا . أيها الأحبة في الله ... أسأل الله تعالى أن يعيننا ولا يعن علينا ، وأن ينصرنا ولا ينصر علينا ، وأن يهدينا وييسر الهدى إلينا ، وينصرنا على من بغى علينا ، ربنا اجعلنا لك ذكارين ، لك شكارين ، إليك أواهين منيبين ، تقبل يا رب توبتنا ، واغسل حوبتنا ، وأجب دعواتنا ، وثبت حجتنا ، واسلل سخائم صدورنا ، وعافنا واعف عنا . أحبتي .. ها نحن نمضي في الأسبوع السادس منذ بدء هذا المشروع المبارك لإعداد العدة الإيمانية بنصرة سيد البرية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، بأن نحيي سنته ، ونتأسى بخلقه ، ونتواصى بتطبيق أوامره . وقد جعلنا تذكرة هذا الأسبوع عن ( الأخلاق الضائعة ) فكما يقول ابن القيم : فمن زاد عليك في الخلق فقد زاد عليك في الدين .
خلقنا اليوم : الإيثار .
قال تعالى : " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون " [ الحشر :9 ]
وواجبنا العملي :
- آثر أخًا لك في الله بأن تفضله على نفسك في طعام أو كسوة أو تقوم ببذل معروف له ، وتقدمه على نفسك ، أهدِ له هدية جيدة ، أو قدِّم له شيئا تحبه ، " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون " قال عباس بن دهقان: ما خرج أحد من الدنيا كما دخلها إلى بشر بن الحارث فإنه أتاه رجل في مرضه فشكا إليه الحاجة فنزع قميصه وأعطاه إياه، واستعار ثوباً فمات فيه. اللهم ارزقنا الإيثار ، وحب الخير للناس ، وأعذنا من الأثرة ، والأنانية وحب الذات ، واعصمنا من الفتن . نسألكم الدعاء فقد كثرت - والله - الهموم ، فلا تنسونا من صالح الدعاء -----------------------------------------------------------------------------
اليوم السابع والثلاثون : الحلم
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا . أما بعد ... أحبتي في الله ... أسأل الله تعالى ان يرزقنا وإياكم حسن الخلق ، اللهم كما حسَّنت خَلقنا فحسِّن يا رب خُلقنا ، فكما تعلمون : قال صلى الله عليه وسلم : " إنَّ المؤمن ليدرك بحسن الخلق درجة الصائم القائم " [ رواه أبو داود وصححه الألباني ] فنريد أن نجدد نوايانا في تحسين أخلاقنا على مدى هذه الفترة ، لنحظى بمحبة الله تعالى ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم ومرافقته في الجنة إن شاء الله تعالى . قال صلى الله عليه وسلم : " أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خُلقًا " [ رواه الطبراني وصححه الألباني ] وقال صلى الله عليه وسلم : "إن من أحبِّكم إليَّ وأقربِكم مني مجلسًا يوم القيامة : أحاسنكم أخلاقًا " [ رواه الترمذي وصححه الألباني ]
وخلقنا اليوم : الحلم وتجنب الغضب .
فإنه وصية النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تغضب " [ رواه البخاري ] وأبشر بمحبة الرحمن يا كاظم الغيظ : قال تعالى : " وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ " [آل عمران :133-134] وبالحور الحسان : قال صلى الله عليه وسلم : " من كظم غيظا و هو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رءوس الخلائق حتى يخيره من الحور العين يزوجه منها ما شاء " [رواه أصحاب السنن الأربعة وحسنه الألباني ]
الواجب العملي :
لا تنتقم لنفسك ، وإنما اجعل الانتصار حين يصيبك البغي وتنتهك محارم الله فلا تغضب لنفسك ، وإنما اجعل طاقة الغضب كلها لله . ارحم الجهلاء بأن لا تقابل إساءتهم بمثلها : " وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا " [ الفرقان :63] إذا سبك أحد أو استفزك فترفع عن مجاراته ، وخف أن تقع في العقوبة حين الجواب ، وإنما يزيد سفاهة فتزيد حلمًا . وتذكر أنه صلى الله عليه وسلم ما انتقم لنفسه قط ، فتعود من اليوم على كظم الغيظ فاشغل نفسك بالأهم ودع عن سفاهة السفهاء ، والحلم وتجنب الغضب بأن تعيش لربك لا لنفسك ، وأن تدع ربك يدبر لك ، ويدرأ عنك ، ويدافع عنك . الجم لسانك ، ونفس طاقة الغضب في الغيرة لله تعالى . أسأل الله تعالى أن يصبرنا ويزينا بالحلم وعدم الغضب ، وجزاكم الله خيرا ، ولا تنسونا من صالح الدعاء الذي أجد - والله - أثره فلا تحرمونا منه .
_____________________________________________________________________________________
_
اليوم الثامن والثلاثون : لا ترد الإساءة بمثلها
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم . أما بعد أيها الأحبة في الله ... أسأل الله تعالى أن يزينا بزينة الإيمان ، ويجعلنا من عباده الصالحين على هدي خير الانام ، وأن يرزقنا وإياكم الصدق والإخلاص في القول والعمل . ما زلنا نتقرب إلى الله تعالى بتحسن أخلاقنا ، فهل أنتم معنا ؟؟؟ وهل بدأتم في تهذيب الأخلاق ؟؟ وهل تعلمتم شيئا من الدروس السابقة ؟؟ وما أخبار التطبيق ؟؟؟ أخبروني هل من جديد ؟؟؟ هل الحال افضل ؟؟ هل تشعرون بشيء بدأ يدب في القلوب . الموعد يقترب ، وزمان البذر في رجب على مشرفة منَّا ، فهل من مشمر ؟؟ لابد من تهيئة من الآن لنستعد خير استعداد لرمضان . نحن نتقرب اليوم بخلق ما أجمله !!! قال تعالى : " ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم " [ فصلت : 34-36] نعم ادفع إساءة الناس بالإحسان ،وهذا يحتاج لمجاهدة وسعة صدر ، وتمحيص للنية ، حتى لا تراقب إلا الله جل وعلا . روى الترمذي وصححه الألباني عن أبي الأحوص عن أبيه قال : قلت يا رسول الله ، الرجل أمر به ، فلا يقريني ، ولا يضيفني ، فيمر بي أفاجزيه ؟ قال : " لا ، أَقْره " . أي أكرمه ولا تعامل إساءته بمثلها . رواه الطبراني في الكبير وصححه الألباني أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : " صل من قطعك ، وأعطِ من حرمك ، واعفُ عمَّن ظلمك "
واجبنا العملي :
طهر قلبك من التشفي والانتقام ، ومن رد الإساءة إلا إذا كان معاملة هذا الإنسان بالحسنى تزيده شرًا فهنا قال الله تعالى : "والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون " فمن يستطيع أن ينام اليوم سليم الصدر من كل من آذاه ويبشر بالجنة إن شاء الله تعالى ؟ نسأل الله أن يطهر قلوبنا ، وأن يكفينا شر كل ذي شر ، اللهم اكفنا شرور النَّاس ، ونعوذ بك ربنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا . | |
|